الحلم الضائع مراقب عام
عدد المساهمات : 82 نقاط : 156 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 31/12/2009
| موضوع: كيف ينتصر المسلمون الثلاثاء يناير 12, 2010 1:45 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد, فالناظر لحال المسلمين الأن ,يرثى لحالهم, فالأعداء متربصين بهم فى كل مكان , فى الداخل والخارج, فقد تحقق فينا نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم حين قال [ يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ] . (صححه الألبانى) وقد تزايدت التساؤلات : كيف ينتصر المسلمون؟ ما هى أسباب النصر ورفعة الإسلام؟ لماذا ينهزم المسلمون؟ ولمعرفة كيف السبيل الى النصر, يجب معرفة من أين تأتى الهزيمة, فبالنظر إلى تاريخ المسلمين نجد أن الهزيمة دائما كانت تأتى نتيجة لمخالفة أمر من أوامر النبى صلى الله عليه وسلم. وذلك مصداقا لقول الله عز وجل " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النور-63) فمثلا كان سبب الهزيمة يوم أُحد هو مخالفة الرماة لأمر النبى لهم بالبقاء فى أماكنهم. بل إنه أحيانا قد يكون سبب عدم النصر هو التفريط فى سنة من سنن النبى صلى الله عليه وسلم. فيروى أن فى احد مغازى المسملين استبطأ المسلمون النصر, لكن لأنهم يوقنون تماما أن النصر من عند الله (وهو ما يجب أن نوقن به) جعلوا ينظرون فى أنفسهم , ما الذى فرطوا فيه من أوامر النبى صلى الله عليه وسلم. فوجدوا أنهم قد فرطوا فى سُنّة السواك. فهبوا من الصباح إلى شجر الأراك ليأخذوا منه سواكا يستاكون به , فرآهم أعدائهم يستاكون جميعا , فقذف الله عز وجل فى قلوبهم أن المسلمين يحدون أسنانهم ليأكلوهم , ففروا وأنهزموا بفضل الله. فسبحان الله ,قد تأخر النصر بسبب ترك سنة من سنن النبى , فكيف يكون الحال ونحن قد ضيعنا فريضة من فرائض الإسلام, بل هى من أعلى وأسمى فرائض الإسلام.هذه الفريضة أصبحنا حتى نخشى أن نتكلم عنها أو نبلغها للناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) (صححه الألبانى) وقد أجمع العلماء أن الجهاد إذا ذكر مطلقا فإنه يعنى القتال فى سبيل الله. فهذه الفريضة قد ضيعناها ,وأصبحنا نخاف -وبعض الناس يستحيى -أن يتحدث عنها.وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا حين نفرط فيها فسوف يسلط الله علينا ذلا لا ينزعه عنا حتى نرجع إلى ديننا.
أخوتى فى الله , هذه وصايا من عبد فقير إلى الله يرجوا من الله أن تكون سببا للنصر بإذن الله: 1- أن نوقن تماما أن النصر من عند الله قال تعالى "وما النصر إلا من عند الله"(الأنفال). فهو ليس بسبب قوتنا ولا قدراتنا. 2- مراجعة كل منا نفسه,ليرى ما الذى يفرط فيه من أوامر النبى صلى الله عليه وسلم (التى هى من الكتاب والسنة) ويكتبها فى ورقة , ويبدأ مستعينا بالله من الأهم فالمهم ليصلح من نفسه . 3- ينظر كل منا فى من حوله , ويرى ما الذى يفرطون فيه من أوامر النبى صلى الله عليه وسلم , ويبدأ مستعينا بالله فى إصلاح من حوله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , وبالحكمة والموعظة الحسنة. 4- معرفة قدر الجهاد فى سبيل الله , وأن تركه هو (كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث السابق) هو سبب ذل المسلمين.وقد أجمع العلماء أن إذا داهم العدو بلدا من بلاد المسلمين فإنه يتعين على كل من فيها الجهاد فى سبيل الله لدفع هذا العدو, فإن قصروا أو لم يستطيعوا وجب على من حولهم من بلدان المسلمين النهوض لنصرتهم , ثم على من حولهم , وهكذا يتسع فرض العين حتى يشمل كل مسلم. 5- يبحث كل منا عن وسيلة ليجاهد بها فى سبيل الله, ومن لم يجد فعليه أن يبكى لأنه متخلف عن أحد فرائض الأعيان. قال الله عزل وجل "وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ " (التوبة-92) 6- أن نربى أبناءنا على حب الجهاد فى سبيل الله , عسى الله أن يخرج من أصلابنا من ينصر الله به الدين. 7- اليقين بأن نصر الله آتى لا محالة, بنا أو بغيرنا ,قال الله عز وجل "كتب الله لأغلبن أنا ورسلى أن الله قوى عزيز". فما علينا هو أن نجد لأنفسنا مكانا وسط ركب المنتصرين.
وأخيرا, يقول الله عز وجل " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (آلعمران -173) فحسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوة إلا بالله. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين , ونجنا برحمتك من القوم الكافرين. والحمد لله ورب العالمين. | |
|