دموع الصمت المدير العام
عدد المساهمات : 178 نقاط : 423 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 28/12/2009 العمر : 33
| موضوع: محاكمة عقلي وقلبي ...... الجمعة يناير 01, 2010 1:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة القاضي ,حضرات المستشارين أريد أن اشتكي لكم عن اعز أصدقائي
القاضي : من يا بنيتي؟
إنهما قلبي و عقلي.
القاضي : لماذا تتهمينهما؟
لأنهما أتعباني.
فليمثل المتهمين أمام حضرة المحكمة.
القلب (بنظرة لوم لي) حاضر سيادة القاضي؟
العقل (بنظرة قاسية موجهة لي) وأنا أيضا هنا يا سيادة القاضي.
فليتفضل العقل أولا للمحاكمة
بماذا تتهمينه يا بنيتي؟
إني اتهمه بأنه سبب تعاستي (موجهة كلامي للعقل)
لماذا يجب أن تتعامل مع كل الأمور بتعقل ؟
لماذا يجب أن تفكر و تفكر ؟
لماذا لا تتركني اخذ قراراتي وحدي ؟
لماذا يجب عليك أن تحلل و تحلل ؟
أضنيتني أتعبتني حتى فارقني النوم و تمنيت الهرب
القاضي : ما قولك أيها العقل فيما نسب إليك؟
سيادة القاضي
لقد كنت نعم الصديق لقد حميتها من كل ضيق
لقد أبعدت عنها الآلام و أظهرت لها خيوط الأوهام
و مني علمت و أيقنت أن ليس كل ما يلمع ذهب
و ما الحب إلا جنون
نعم سيادة القاضي لقد كانت تستشيرني في كل شيء
هي من جعلتني سيدا عليها
أعطتني كل الحق بأن أمارس حقوقي الدستورية
و أن أساندها في وقت الشدة
لقد حميت عينيها من البكاء
في اشد لحظات الحزن
أتذكرين ذلك(نظر إلي بكل غضب)
لماذا أحاكم الآن قولي لي لماذا؟
(بكل حزن أجبته )
لأنك أفقدتني أهم ما في الإنسان
المشاعر لفترة طويلة من الزمان
حتى أصبحت أراها السوء بعينه
و ابتعد عنها كما ابتعد عن الجذام
(بكل ندم أجاب)
اعتذر لكي سيدتي فلم يكن هذا مأربي
إذن سيدي القاضي
استحق أن أعاقب الآن
و الآن أيها القلب
نعم سيادة القاضي
ماذا بك؟
إني متفاجيء لوجودي في قاعة المحكمة
لماذا ؟
لأني لم اقترف ذنبا
كلا اااااااا أنت هو المذنب أنت هو المذنب (صرخت بها بكل إصرار)
لقد كنت قد أقصيته و وضعته في صندوق من فولاذ
و كنت أعيش هنيئة البال بصداقتي مع عقلي
و لكنه أبى أن تبقى الحال كذلك
و اجتاحته نار الغيرة
فتململ من وضعه
و أخذ يقنع العقل بان يفك أسره
قال له لقد عشت ها هنا كثرا حتى تمنيت أمنية وحيدة لن اطلب بعدها أي شي حتى أموت
أن اخرج مرة واحدة من هذا القفص
أرجوك أفرج عني فقط لمرة واحدة
و لم اعلم أن العقل (حنون)
أم يجب أن أقول عنك (مجنون) (بنظرة لوم وجهتها للعقل)
أطلق العقل سراح القلب
و بدأت مرحلة جديدة
كلها أوهام و أماني و أحلام
كلها ورود و فرح و سرور
أصبحت الحياة ملونة بعد أن كانت باللونين (الأبيض و الأسود)
و الطيور أتت مغردة كل صباح
تحمل رسائل الحب و الجمال و السعادة
و شذى الازهار انتشر في كل مكان
و عدت إلى زمن الفرسان
و لكن كان هناك من يتربص بنا
إنها الظروف
أتت متخفية في احد الأيام
و قالت للقلب ارجع مكانك فليس لك الآن دور في هذا المكان
فخذلني و لم يجابه المعركة معي
و تركني وحيدة أتخبط بالآلام و الأحزان
لقد خانني قلبي سيادة القاضي
و حمى نفسه مرة أخرى خلف القضبان
أتطالب الآن بالرحمة
كلااااااااااااااااا
إني أطالب بأقصى العقوبات عليك
سيادة القاضي أنصفني
ما قولك بما أسلفت؟
الحكم بعد المداولة
محكمة
القاضي: فليمثل الجميع أمامنا
ابنتي إن القلب قد أخطا بحقك و لكن لو لم تضعي هذه الحواجز منذ البداية لما حصل ما حصل
دائما اتركي قلبك بحرية و لا تقيديه حتى لا يفكر بالهرب منك و بالسيطرة عليكي
كوني معه صديقة لا سيدة
أما بالنسبة للعقل
فأنتي قلتي انه كان معك طول الوقت فارجعي إليه فيما يزعجك
و لكن أيضا لا تجعليه المتحكم الدائم بك
أعط لكل منهما قدره و دوره و بهذا لا يصبح هناك صراع و لا آلام
و انتبهي فان لكل أمر جانبان
فاستخدمي عقلك و قلبك في التفكير بما كان
شكرا لك سيادة القاضي فقد أرحتني و إن شاء الله سوف اعمل بنصيحتك
عذرا على الإطالة | |
|